سوالف وخواطر

9ديسمبر

كيف تكون موظف مثالي ومتميز

كتبت قبل أسبوعين منشور قصير وهو:
“سألني أحدهم يا فيصل بعد خبرة 27 سنة في 8 بيئات عمل وش أهم ميزة للموظف المميز؟ قلت له ببساطة هي: (الإدراك والوعي بما حوله)”

واليوم قررت أن أحاول توضيحه في هذه التدوينة، وسيكون كل ما فيها رأيي الخاص وأعتقد أنه سيكون مفيد لطلاب الجامعات المقبلين على الدخول في عالم الوظيفة.

قبل توضيح معنى الإدراك والوعي سأبدأ بالمشكلة وهي في الموظف صاحب النظرة المحدودة والتي لا تتعدى الدائرة التي تحيط بخطوات أقدامه، هذا الموظف يؤدي الأعمال التي تطلب منه وينفذها كما هي وكل من يراه يقول بأنه مجتهد ولكن مشكلته بأنه لا يعي ما حوله وتجده مكتفي على ذاته وأعماله اليوميه، بالنسبة لي هذا الموظف أرى بأنه لن يتطور ولن يرتقي لمكان جيد في مستقبله وستعرفه عندما يتحدث بأنه صاحب النظرة المحدودة.

هنا نبدأ في الإجابة عن السؤال
كيف تصبح موظف واعي ومدرك لما حولك؟
سواء كنت تعمل في شركة كبيرة أو صغيرة أو جهة حكومية وبالتأكيد ستكون موظف في قسم أو إدارة وهذا القسم يوازيه عدة أقسام وكل هذه الأقسام ترتبط بإدارة والإدارة توازيها عدة إدارات وهذه الإدارات ترتبط بإدارة عامة مثل (الإدارة العامة للاتصال المؤسسى أو العناية بالعملاء أو الخدمات أو تقنية المعلومات أو الأمن السيراني أو الموارد البشرية أو التنظيم الإداري أو الأمن والسلامة أو غيرها.

ستبدأ بقسمك وزملائك، وسيكون عليك معرفة وزيادة الوعي حول القسم الذي تعمل فيه وفهم آلية عملهم والقراءة عن مجال عملهم وهذا بالطبع على إفتراض أنك قد ثقفت نفسك مسبقاً عن تخصصك الذي هو مجال عملك، وتكون بشكل مستمر واعي لما يحدث حولك من أعمال لأنك بشكل مبدئي ستستطيع ربط عملك وما تقوم به بما يعمله الآخرون وتعرف مدى تأثير أعمالك على مسار عمل الآخرين.

مع الوقت عليك أن تحاول معرفة آلية عمل الإدارات الأخرى وبدون أن تظهر بطريقة غير مناسبة في التدخل في عمل الآخرين، ومن أبسطها معرفة مهام الإدرات الأخرى والحضور الدائم في معرفة مستجدات الإدارات الأخرى وهذا سيجعلك مع الوقت تعي علاقة إدارتك مع الإدارات الأخرى وبالطبع يمكنك القراءة لو بشكل مبسط عن التخصصات الأخرى التي في تلك الإدارات.

وعيك واستيعابك لهذه الأمور سيجعلك أيضاً توسع من دائرة وعيك ويزيد من حضور ذهنك في ربط عملك وأثره على من حولك وستكون نظرتك شمولية بشكل أفضل.
لن تتوقف هنا لأن الخطوة الأهم ستكون من خلال متابعة حسابات الجهة التي تعمل فيها على شبكات التواصل لمعرفة كل جديد من مشاريع ومنجزات وخدمات وكذلك تصفح موقع الجهة وقراءة الإستراتيجية ومعرفة توجهات الجهة لأن هذه الخطوات مهمة لزيادة وعيك بما يحدث من حولك.

وهناك نقطة أخرى مهمة أيضاً عليك معرفتها وهي الهيكل التنظيمي للجهة التي تعمل فيها لتدرك موقع إدارتكم العامة مع الإدارات الأخرى وتحاول أن تفهم ولو بشكل مختصر آلية ترابط الإدارات مع بعضها.
عليك أن تهتم بالمعرفة وتزيد وعيك لما حولك ولا تكن من الذين يدخلون إلى عملهم ولا يرون إلا حدود الطاولة التي يجلسون عليها.

كل ما ذكرته أعلاه سيساعدك في تنفيذ أعمالك بإدراك وعندما تتحدث وتناقش في أي إجتماع أو مع زملائك سيكون رأيك في مكانه لأنك ستكون صاحب رؤية شمولية وتفكير شمولي.

11أغسطس

هو دورك على خشبة مسرح الحياة

الحياة بكل تفاصيلها مسرح وخشبته سطح الأرض وسقفه السماء، فيه كل كائن حي يقوم بدوره مهما كان سواء دور الثري أو دور المعدم ودور العصامي وبجانبه ممثل آخر يقوم بدور المجرم، وبطل مكافح يقابله شخص آخر دوره كسر مجاديف الآخرين.

كل ممثل ناجح على هذا المسرح الكبير متقن لدوره ولا يهمه الأذى الذي سيتعرض له الآخرين لأنه في يقين نفسه يعلم أن الموضوع كله تمثيل في تمثيل، ولكن بعضنا قد يتوهم بأن دوره هو دوره الحقيقي ويصدق نفسه وينسى بأنه مجرد ممثل وينغمس في شخصيته التي يقوم بدورها لدرجة التطابق ويؤجل التفكير في موضوع الستارة التي ستسدل في نهاية المشاهد الخاصة به.

في هذا المسرح لن نكون كلنا أبطال ولن نختار دورنا لأن مسرحيتنا لن تكون شيقة وجميلة بأدوار متشابهه ولن يكون في قصتنا حبكة ولن يكون لمشاهدها متعة لو كنا كلنا نقوم بدور البطولة.

تتنوع مشاعرنا ما بين الحزن والفرح والنشوة والبهجة والشوق والندم والتفاؤل، وتتوزع مواقفنا بين الظلم والوفاء والطمع والافتراء والكرم والإيثار والتضحية والتجاهل، وتختلف طريقة حماسنا في أداء أدوارنا ما بين الواعي بدوره والمتفهم لمعنى حياته وبين الغائب والمنغمس في التفكير حول ديمومة مشاهده في تلك المسرحية التي يظن بأنها هي الحياة.

حتى بقية الكائنات الحية من الميكروب إلى الحوت ومن الزهرة إلى النخلة، كلها تشاركنا في اكمال مشاهد المسرحية التي بدأت من يوم ما وستنتهي يوماً ما.

 

مهما كان دورك، لا تحاول أن تخجل منه “لأن الدعوى كلها تمثيل

وما كتب أعلاه هي تخاريف قد تكون مجرد أضغاث 🙂

 

12أبريل

الحب في زمن الكورونا

يبحث عن ذات قريبة ولطيفة تستقبل منه كلمات الإعجاب ويسمع منها همسات الحنين ويعيشها كحلم زائر يتمنى أن لا ينتهي ويخاف أن يتحقق.

فيها بقايا من مراهقة ومرت بظروف أرهقتها قليلاً ورسمت على وجهها بعض ملامح الحزن

في ضحكتها سعادة غامرة عندما تصدق

من صمتها يمكنك أن تقرأ ذاتك

وفي عينها ترى ماضيها البسيط والذي لا تريد هي أن تتحدث عنه أبداً

قد لا يكون طلبه صعب ولكن الصعوبة في أنه يريدها “عن بعد” لأنه يخاف على حياته الواقعية من التأثر ويبجث عن مساحة بسيطة يلجأ لها ويهرب.

قد نقول بأنه رجل قاسي ولكن الرأي الآخر يقول بأنه واقعي وسيعيش بسعادة ويضيف لها الكثير من السعادة كضيف عابر أو صديق دائم ولكن الأهم أن لا يحبها بصدق ولا يعشقها بجنون.

14أكتوبر

الجواب الشافي لعدم استخدامي للآيفون

في بعض قروبات الواتساب وأحياناً في جلسات الأصدقاء يُثَار نقاش بين مستخدمي الآيفون بنظامه الـios ومستخدمي بقية الأجهزة بنظامها الأندرويد ويذكرني هذا النقاش بالنقاش الأزلي حول لقب الأسطورة بين اللاعب ماجد عبدالله واللاعب سامي الجابر، ومثل هذه النقاشات تحكمها العاطفة والعشق والتقليد والقناعات ومن الصعب كسرها.

وبما أني من فريق الأندروديين سأحاول أن أجيب برأيي الذي يعبر عني فقط وقد يكون هناك من يوافقني فيه، وجوابي المختصر المعتاد الذي أقوله لمن حولي هو “مشكلتي ماهي مع جهاز الآيفون مشكلتي مع شركة أبل وتوجهها” والجواب التفصيلي لعدم استخدامي للآيفون في قصتي التي بدأت في عام 1993 م “ويمكن تقولون ما كان فيه آيفون وقتها ولا جوالات بعد” ولكن ماك وقتها موجود أو بالأصح ماكنتوش.

دخلت على محاضر في الجامعة وكان أمامه جهاز كمبيوتر واستغربت شكله بشاشته الملونة والفأرة التي يحركها بيده وتتحرك على الشاشة بينما جهاز الكمبيوتر الذي نتعلم عليه في الجامعة هو طرفيات الحاسوب بشاشتها السوداء والخط الأخضر ولوحة المفاتيح ذات الصوت المجلجل.

أكمل القراءة »

4أكتوبر

بلا قهوة.. بتركيز مستعار

ماني راعي قهوة بزيادة لكن في الفترة الأخيرة تهيأت لي الظروف في مكان ما وكانت من ضمن برنامجي اليومي في العمل، الذي يبدأ بكوب شاي أخضر تعودته من سنوات باعتقاد لن يتغير بخصوص فائدته في تنقية الدم وتنظيف المعدة.

وبعدها فطور بسيط ثم بعد الساعة 10 صباحاً أشتري أو أصلح كوب قهوة سوداء يصير معي حتى الظهر وبدون فائدة ظاهرة لأنها صارت عادة لا أكثر ومظهر متكرر حولي لدرجة أنه صار من المُسَلمات، والقصة هي انه بعد شهرين من الالتزام اليومي لاحظت شي تغير في يومي وهو أنه إذا رجعت للبيت يجيني خمول غريب ونعاس وإذا ما قدرت أقاومه أنام ويخرب باقي اليوم.

بصراحة شكيت ان القهوة لها علاقة وأنا من عادتي ما أبحث كثير عن تفاصيل العلاقة، وحدسي يتحول مباشرة ليقين حتى ولو بدون إثبات وفي نفس الوقت عندي يقين أن أغلب الفوائد التي نسمعها حول أي شي يكون خلفها شركات تسويق كبيرة تحول الفائدة القليلة إلى فائدة عظيمة.

ومن هنا قررت أقطع عادة القهوة الصباحية وأحولها صديقة (عند اللزوم) وأستبدلها بكوب من قطع الفواكه تهيأ لي أيضاً ضمن ظروف المكان في جهاز خدمة ذاتية، وبالنسبة لحدسي كان يقول لي بأن القهوة وبقية المنبهات تجمع وتستعير تركيز من وقت مستقبلي لتستفيد منه في الوقت الحالي بشكل لحظي، وبعد انتهاء الوقت الحالي ستجد البطارية فارغة في الوقت المستقبلي، وذلك صار يومي متوازن وراحت حالة خمول العصريات، وعشان كذا سميته في العنوان تركيز مستعار.

24مايو

كتاب “نظام التفاهة” والمؤامرة

شدني عنوان الكتاب وهو “نظام التفاهة” وتوقعت بأنه يتحدث عن الزمن الذي نعيشه حالياً وما نلاحظه من انتشارٍ للتفاهة وتسطيح المعرفة وتصدر التافهين منصات التتويج.

ولكن بعد دخولي في عالمه وجدت أن الكاتب ألان دونو (أستاذ الفلسفة في جامعة كيبيك الكندية) يقصد مجالات عديدة وفي أزمنة ماضية ومن صفحاته وجدت أنه يعتبرنا مجرد نتاج لمؤامرات قديمة وسياسات تعمدت تصدير التفاهة لمصالح اقتصادية وسياسة.

بين مؤامرات في أروقة الجامعة والبحث العلمي ولعبة الخبير وعلاقة ذلك بالتجارة والاقتصاد، ومفهوم جديد للحوكمة ككلمة رنانة، وانتهاء الحرفة وظهور المهنة.

وكذلك دور الصين في تغيير المعالم ودخول في عالم الأثرياء والمشاهير والفن ولعبة الثقافة.

بكل صراحة…

الكتاب يحسسك بإنك عايش في عالم كله مؤامرات 😎 ولو سألني أي واحد حول النصيحة بقراءته، بيكون جوابي “نعم” “ايه” “أكيد”

26أكتوبر

المود العام لحياتك… هل يتغير؟

نسمع عن الروتين ودخول الشخص في حالة من الرتابة بسبب أن كل ما حوله متكرر ومتشابه وهي حالة يمر فيها الواحد إذا مرت عليه فترة بدون تجارب جديدة في حياته أو كان ماهو مستمتع في الوضع الحالي اللي هو فيه ومنها تصير حياته ملل، ومن هنا أبدأ بإجابة السؤال اللي في العنوان.

بالنسبة لي لاحظت في فترات حياتي اني كل سنتين أو أقل أو أكثر حسب الوضع أغيّر المود العام لحياتي أو خلونا نسميها السمة العامة بحيث اني أقدر أعرّف الفترة باسم شامل مثل عاشق للسفر مع العائلة أو شاعر ومخالط لمجتمع الشعراء أو مهتم بالقراءة في مجال معين أو اجتماعي وراعي استراحات أو ملتزم مع شلة شباب في مقاهي أو أحب التمشي في السيارة أو مود الهدوء وجلسات الإنفراد والعزلة أو مصاحب لمجموعة عشاق للبر والكشتات أو مهتم بحضور ورش العمل في مجال التخصص ومجتمع بالمهتمين أو غريق في العمل لدرجة الإدمان أو محب للسفر مع الأصدقاء والوناسة أو محب للعزايم العائلية الكبيرة والتواصل مع الأقارب أو (…..جزء من النص مفقود…..) أو كاتب والكتابة جزء رئيسي في حياتي وغيرها من التجارب اللي صعب أذكرها.

وكل مرة أدخل في مود معين إما تكون بقرار مني بعد وصولي لحالة الروتين ويكون في هذا حل لكسره أو بظروف تمر علي وتدخلني في مرحلة جديدة، ومشكلة بعض التغييرات أنها تحرمني من مجتمعات أو صداقات تكون قد قاربت لتستمر ولكن لي أيضاً منظور في ذلك وهو أن التجارب الجديدة تثري الحياة بكل ماهو جميل وتضفي عليها رونق منعش.

ولهذا سألتكم هذا السؤال:

المود العام لحياتك… هل يتغير؟

29أغسطس

أمام بحرٍ من المستفيدين

في بعض المبادرات أو المنتجات الرقمية التي تطلقها بعض الجهات الخدمية يفترض القائمون عليها “أن الموضوع سهل” على المستفيد ولا يتوقعون سيناريوهات الأخطاء التي قد تحدث ويكون الإصلاح بعد طرح المبادرة للمستفيدين والانتظار بعد التجربة على العلن وظهور الشكاوى والمشاكل.

الجهات التي تعمل بهذه الطريقة يكون نظرة المتخصصين فيها نظرة محدودة ومن خلال ثقب في جدار ولسان حالهم يقول “الأمور طيبة

أي منتج خدمي رقمي يجب أن يمر بإختبارات للجودة وبعدها افتراضات للحالات التي يمكن أن يمر بها المستفيد وبالتالي حلها أو شرحها لمن قد يقع فيها وهي الأهم، والدور يكون مشترك بين المتخصصين التقنيين ومدير الخدمة أو المنتج من القطاع الخدمي.

رمي المنتج أمام بحر المستفيدين وتركه لمن يقذفه على الأمواج بين الجاهل والمنشغل والواعي والحريص وكذلك غير المستعد ويظهر من بينهم المتفلسف وأيضاً المبادر عن الجهة، كل هذا يعبر عن ضعف استعداد الجهة وعدم حرص المسؤولين والذين قد يكتفون بمشاهدة عروض البوربوينت حول الموضوع في اجتماع يديره متحدث جيد وبدون حتى التجربة كمستفيدين و يكون دورهم هو الإطلاق في وقت حرج.

© جميع الحقوق محفوظة
https://cubik.com.tw/vpn/ website https://www.trimmeradviser.com/