8يونيو

مفاهيم الكتابة للويب تبدأ من البساطة وتنتهي بالبساطة

مصطلح “الكتابة للويب” (Writing for the Web) يعني الكتابة لمواقع الإنترنت والتي تختلف عن الكتابة على الورق وذلك لسبب بسيط وهو إختلاف وطبيعة وظروف قارئ الويب، وفي هذه التدوينة سأستعرض بعض المفاهيم والمعايير التي يمكن تطبيقها عند الكتابة لمحتوى موقع إلكتروني وبعض الأخطاء الشائعة التي عرفتها وتعلمتها من خلال خبرتي العملية مع محتوى المواقع الإلكتروني ومن خلال قرائتي لبعض المقالات والكتب، ولكون أهم قاعدة هي المقدمات القصيرة فسنطبقها هنا ونبدأ بسم الله.

قبل كتابة أي محتوى عليك البحث أكثر عن زوار موقعك ومعرفتهم وتحليل هدفهم من الزيارة وبمعنى آخر (عن ماذا يبحثون؟) وهذه الخطوة مهمة لأن زوار المواقع يتنقلون بسرعة من موقع لموقع وليس لديهم الوقت الكثير لقراءة محتوى لا يهمهم أو لا يفهمونه، ومن هنا يمكن أن تصل لتحديد شخصيات إفتراضية تمثل عينات من زوار موقعك وتكتب لهم.

بعد تحديد ومعرفة جمهورك تنتقل مباشرة إلى تحديد منافسيك وعمل قائمة بهم والبدء بتحليل محتواهم وترتيبهم في محرك البحث جوجل وتفاصيل صفحات مواقعهم، وبتصفحك مواقعهم وكأنك من زوارهم اليوميين لتكتشف عيوبهم التي يمكنك تلافيها وتعرف ميزاتهم التي ستستفيد منها لتحسين محتوى موقعك.

أول معيار لكتابة محتوى مميز وبسيط هو كتابة العناوين (Headings) واستخدامها حتى داخل الصفحة على شكل العنوان الفرعية، وهي تعبر بشكل عام عن محتوى الصفحة وسبب أهميتها هو وقوع العين عليها قبل المحتوى التفصيلي، ولكتابة عنوان مميز إحرص على وضوحه واكتماله وإحتواءه على الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها القارئ، وكذلك التي يبحث عنها محرك البحث جوجل لأن العناوين يهتم بها وتعتبر من معايير أمثلية المواقع مع محركات البحث (SEO) لتحسين ظهور الصفحة ضمن النتائج.

وضع السنارة وشد الإنتباه يكون في المقدمة حتى تضمن عدم انتقال الزائر لصفحة أخرى وعدم إكمال قراءة محتوى صفحتك، ويكون ذلك بإضافة شي من الغموض والتساؤلات المثيرة للجدل التي تحفزه لإكمال بقية القصة أو الأسئلة التي تجيب عن إحتياجاته، وفي المقدمة يجب أن يعرف القارئ ماذا سيستفيد من قراءة كامل الصفحة وتكون مقدمة بسيطة وقصيرة ومركزة وقوية ومن الأفضل أن تكون المقدمه هي تلخيص لمحتوى الصفحة وتحتوي على الكلمات المفتاحية لأن هذا أيضاً يخدم القارئ في معرفة الموضوع بسرعة وكذلك يخدم محركات البحث ويزيد من فرص الترتيب ضمن النتائج.

البساطة في اللغة هي قاعدة عامة في الكتابة للويب حتى أن بعض الخبراء ينصح أن تكتب بطريقه يفهمها الطالب في الصف السادس الإبتدائي وبالطبع هذا لا يجعلك تتنازل عن المحتوى الأصلي والذي يعتبر مرجع علمي في في بعض المواقع ولكن يمكنك أن تنقله لمن يبحث عن التفاصيل بعد أن تجذبه باللغة البسيطة التي تحاول بها جذب عينه التي تتجاوز الكلمات المعقدة عند التصفح السريع.

قد يصلك الزائر من محرك البحث مباشرة وهو لا يعرف موقعك أصلاً لذلك عليك أن توضح له مكانه في موقعك لأن الصفحة التي وصلها ليست صفحة في كتاب ويعرف ان قبلها صفحات وبعدها صفحات، لذلك إذا كانت الصفحة ضمن سلسلة موضوعها فعليك أن توضح له بطريقة ما كيف يمكن أن يعود ويستفيد من السابق أو يتابع للتالي.

كن مباشراً في الطرح واستخدم لغة المخاطبة المباشرة للقارئ مثل “يمكنك، عليك أن، أنت، انتقل إلى…” واستخدم لغة الجماعة اذا كتبت باسم الشركة او المنظمة مثل “نحن، نبذه عنّا، يمكننا خدمتك…” وبالطبع هذه السياق نستثني منه التقارير الإخبارية، ولكن في هذه النقطة نقصد أن تكون مباشراً مع المتصفح وتخاطبه لتفتح علاقة معه.

لا تكتب بطريقة المبني للمجهول واجعل كتابتك بصيغة المبني للمعلوم لكي لا يفهم على أنه تهرب من حقيقة وكذلك لكي تكون أكثر وضوحاً في طرحك وتكسب ثقة القارئ وراحته في القراءة، وكما ذكر سابقاً بأن بعض المواقع تسثنى من هذا الموضوع وخصوصاً المواقع الأدبية والتي يكون زائرها مستعد للقراءة.

وضّح ما تريد في أقل عدد من الكلمات وهذا هو فن الإختصار الذي على كل كاتب محتوى رقمي للمواقع الإلكترونية تعلمه، ويكون هدفك في كل صفحة كتابة فقرات قصيرة مكونه من جمل مختصرة وكلمات بسيطة وقد طبقتها هنا في هذه التدونية، ويمكن أن يكون معيارك هو أن لا تتعدى الفقرات ثلاثة أسطر وتكون الجمل أقصر من 25 كلمة أو تتخيل أنك تكتب الفقرة في تغريدة.

استخدام الصور والفيديوهات والرسوم البيانية يزيد من فرص المشاهدة بنسبة كبيرة جداً، بحيث تكون لها علاقة مباشرة مع المحتوى المكتوب، وقد أثبتت الدراسات ان المتصفح ينجذب لصور الأشخاص أكثر من الصور الجامدة التي لا تحتوي على صور أشخاص، فكّر في ذلك ولكن احرص على العلاقة بينها وبين المحتوى.

اكتب لذوي الاحتياجات الخاصة والذين يستخدمون برامج قراءة الشاشة، وقد كتبت تدوينتين سابقة عن طريقة الكتابة لهم ويمكنك الرجوع لها لمعرفة التفاصيل وهي:

من النقاط المهمة التي ذكرتها في فقرات سابقة هي موضوع الكتابة لمحركات البحث والتي تقرأ موقعك بطريقة آلية وعن طريق المسح وهذا يعني أنها ليست إنسان ولهذا عليك مراعاة التالي:

  • استخدم العناوين الرئيسية والفرعية لأنها صديقة لمحركات البحث.
  • الخط الغامق تفهمه محركات البحث على أنه شي مهم ولكن باعتدال.
  • المساحات البيضاء تخدم القارئ وتريح العين وتخدم المسح الإلكتروني لصفحتك.
  • استخدم القوائم والنقاط لتسهيل القراءة وكذلك لمحركات البحث.
  • لا تضيع هدفك الأساسي في الكتابة لأجل محركات البحث لأن معيارهم الأهم هو المحتوى الأصيل والذي يهم الباحث.

لا تستخدم المصطلحات التي تكون واضحة للبعض وفي حال استخدامها عليك توضيحها، لأن القارئ لا يريد أن يكون في مكان لا يعرفه أو تفترض أن يعرف شيئاً يعرفه محيطك، حتى لو كنت تكتب للمتخصصين فلا ضرر من الشرح أو وضع روابط لمن يريد معرفة المزيد وقد تجد هذا مستخدم في الويكيبيديا حيث أن الكثير من الكلمات في صفحاتها تشير لصفحات أخرى.

اقرأ المحتوى بعد كتابته ثم عاود القراءة مرة أخرى ثم إعرضه على غيرك ليقرأه، فقد تكتشف أخطاء كتابية أو إملائية أو تكتشف غموضاً أو فقرات يمكن اختصارها، وقد ينبهك غيرك لشي لم تراه، حتى بعد النشر يمكنك المراجعة كل فترة لضمان قوة محتوى الصفحة وحداثتها مع التغييرات ويمكن لزوار هذه التدوينة التواصل معي ومساعدتي للتعديل إذا لاحظوا خطأ كتابي أو إملائي عن طريق حسابي على تويتر.

افحص الأزرار والروابط ورسائل الخطأ وحسّن طريقة كتابتها لتصبح أكثر وضوحاً وصدقاً وبعيده عن التخويف، مثل رسالة “النموذج غير صحيح” وأنت من وضع النموذج والأفضل “نرجوا المحاولة مرة اخرى” وبعدها أصلح الخطأ، وكذلك توضيح عدد الخطوات والخطوة التالية وطريقة إستعادة كلمة المرور ورابط للأسئلة المتكررة.

إحرص على البيانات الوصفية للصفحة (Metadata) وقد كتبت عنها سابقاً في عدة تدوينات ويمكن اختصارها بأنها البيانات التي ستظهر في محرك البحث كعنوان للنتيجة ووصف لها، وهي إعدادات يمكنك إضافتها في الصفحة من خلال محرر المحتوى وقد أصبحت جزء أساسي في برامج إدارة المحتوى، وأهم معيار لكتابة العنوان (Meta Titles) هو أن يكون عنوان قصير ويوضح محتوى الصفحة بإيجاز ويحتوى على الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها الزائر وجوجل، ونفس الكلام يطبق في وصف الصفحة بحيث يكون أكثر شمولية من العنوان ويشد القارئ وفيه الكلمات المفتاحية.

في الختام لدي نقطتين:

  • الشبكات الاجتماعية تعتبر جزء من الويب ولكل شبكة اجتماعية طبيعة في طريقة الكتابة لزوارها ويمكن أن نأخذ من كل ما ذكر أعلاه أن البساطة تشمل أيضاً الكتابة للشبكات الاجتماعية.
  • تحليل الويب واستخدام تحليلات جوجل يساعدك كثيراً في فهم سلوك الزوار في موقعك وتعاملهم مع محتواك وفترة بقائهم في الصفحة وهي طريق التحسين المستمر ومعرفة نقاط الضعف في المحتوى بعد نشره.

 الصورة من فضاء الإنترنت الواسع وشكراً لصاحبها، وبعض النقاط تم الحصول عليها من مواقع أجنبية بما يتوافق مع المحتوى العربي

شارك التدوينة !

عن فيصل الصويمل

مؤسس تطبيق (حارتنا) للتواصل الاجتماعي "مُدوّن مُهتم بالمحتوى والتسويق الرقمي وأعمل في مجال التواصل الرقمي"

تعليق واحد

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© جميع الحقوق محفوظة 2021
https://cubik.com.tw/vpn/ website https://www.trimmeradviser.com/