سوالف وخواطر

11أغسطس

هو دورك على خشبة مسرح الحياة

الحياة بكل تفاصيلها مسرح وخشبته سطح الأرض وسقفه السماء، فيه كل كائن حي يقوم بدوره مهما كان سواء دور الثري أو دور المعدم ودور العصامي وبجانبه ممثل آخر يقوم بدور المجرم، وبطل مكافح يقابله شخص آخر دوره كسر مجاديف الآخرين.

كل ممثل ناجح على هذا المسرح الكبير متقن لدوره ولا يهمه الأذى الذي سيتعرض له الآخرين لأنه في يقين نفسه يعلم أن الموضوع كله تمثيل في تمثيل، ولكن بعضنا قد يتوهم بأن دوره هو دوره الحقيقي ويصدق نفسه وينسى بأنه مجرد ممثل وينغمس في شخصيته التي يقوم بدورها لدرجة التطابق ويؤجل التفكير في موضوع الستارة التي ستسدل في نهاية المشاهد الخاصة به.

في هذا المسرح لن نكون كلنا أبطال ولن نختار دورنا لأن مسرحيتنا لن تكون شيقة وجميلة بأدوار متشابهه ولن يكون في قصتنا حبكة ولن يكون لمشاهدها متعة لو كنا كلنا نقوم بدور البطولة.

تتنوع مشاعرنا ما بين الحزن والفرح والنشوة والبهجة والشوق والندم والتفاؤل، وتتوزع مواقفنا بين الظلم والوفاء والطمع والافتراء والكرم والإيثار والتضحية والتجاهل، وتختلف طريقة حماسنا في أداء أدوارنا ما بين الواعي بدوره والمتفهم لمعنى حياته وبين الغائب والمنغمس في التفكير حول ديمومة مشاهده في تلك المسرحية التي يظن بأنها هي الحياة.

حتى بقية الكائنات الحية من الميكروب إلى الحوت ومن الزهرة إلى النخلة، كلها تشاركنا في اكمال مشاهد المسرحية التي بدأت من يوم ما وستنتهي يوماً ما.

 

مهما كان دورك، لا تحاول أن تخجل منه “لأن الدعوى كلها تمثيل

وما كتب أعلاه هي تخاريف قد تكون مجرد أضغاث 🙂

 

12أبريل

الحب في زمن الكورونا

يبحث عن ذات قريبة ولطيفة تستقبل منه كلمات الإعجاب ويسمع منها همسات الحنين ويعيشها كحلم زائر يتمنى أن لا ينتهي ويخاف أن يتحقق.

فيها بقايا من مراهقة ومرت بظروف أرهقتها قليلاً ورسمت على وجهها بعض ملامح الحزن

في ضحكتها سعادة غامرة عندما تصدق

من صمتها يمكنك أن تقرأ ذاتك

وفي عينها ترى ماضيها البسيط والذي لا تريد هي أن تتحدث عنه أبداً

قد لا يكون طلبه صعب ولكن الصعوبة في أنه يريدها “عن بعد” لأنه يخاف على حياته الواقعية من التأثر ويبجث عن مساحة بسيطة يلجأ لها ويهرب.

قد نقول بأنه رجل قاسي ولكن الرأي الآخر يقول بأنه واقعي وسيعيش بسعادة ويضيف لها الكثير من السعادة كضيف عابر أو صديق دائم ولكن الأهم أن لا يحبها بصدق ولا يعشقها بجنون.

14أكتوبر

الجواب الشافي لعدم استخدامي للآيفون

في بعض قروبات الواتساب وأحياناً في جلسات الأصدقاء يُثَار نقاش بين مستخدمي الآيفون بنظامه الـios ومستخدمي بقية الأجهزة بنظامها الأندرويد ويذكرني هذا النقاش بالنقاش الأزلي حول لقب الأسطورة بين اللاعب ماجد عبدالله واللاعب سامي الجابر، ومثل هذه النقاشات تحكمها العاطفة والعشق والتقليد والقناعات ومن الصعب كسرها.

وبما أني من فريق الأندروديين سأحاول أن أجيب برأيي الذي يعبر عني فقط وقد يكون هناك من يوافقني فيه، وجوابي المختصر المعتاد الذي أقوله لمن حولي هو “مشكلتي ماهي مع جهاز الآيفون مشكلتي مع شركة أبل وتوجهها” والجواب التفصيلي لعدم استخدامي للآيفون في قصتي التي بدأت في عام 1993 م “ويمكن تقولون ما كان فيه آيفون وقتها ولا جوالات بعد” ولكن ماك وقتها موجود أو بالأصح ماكنتوش.

دخلت على محاضر في الجامعة وكان أمامه جهاز كمبيوتر واستغربت شكله بشاشته الملونة والفأرة التي يحركها بيده وتتحرك على الشاشة بينما جهاز الكمبيوتر الذي نتعلم عليه في الجامعة هو طرفيات الحاسوب بشاشتها السوداء والخط الأخضر ولوحة المفاتيح ذات الصوت المجلجل.

أكمل القراءة »

4أكتوبر

بلا قهوة.. بتركيز مستعار

ماني راعي قهوة بزيادة لكن في الفترة الأخيرة تهيأت لي الظروف في مكان ما وكانت من ضمن برنامجي اليومي في العمل، الذي يبدأ بكوب شاي أخضر تعودته من سنوات باعتقاد لن يتغير بخصوص فائدته في تنقية الدم وتنظيف المعدة.

وبعدها فطور بسيط ثم بعد الساعة 10 صباحاً أشتري أو أصلح كوب قهوة سوداء يصير معي حتى الظهر وبدون فائدة ظاهرة لأنها صارت عادة لا أكثر ومظهر متكرر حولي لدرجة أنه صار من المُسَلمات، والقصة هي انه بعد شهرين من الالتزام اليومي لاحظت شي تغير في يومي وهو أنه إذا رجعت للبيت يجيني خمول غريب ونعاس وإذا ما قدرت أقاومه أنام ويخرب باقي اليوم.

بصراحة شكيت ان القهوة لها علاقة وأنا من عادتي ما أبحث كثير عن تفاصيل العلاقة، وحدسي يتحول مباشرة ليقين حتى ولو بدون إثبات وفي نفس الوقت عندي يقين أن أغلب الفوائد التي نسمعها حول أي شي يكون خلفها شركات تسويق كبيرة تحول الفائدة القليلة إلى فائدة عظيمة.

ومن هنا قررت أقطع عادة القهوة الصباحية وأحولها صديقة (عند اللزوم) وأستبدلها بكوب من قطع الفواكه تهيأ لي أيضاً ضمن ظروف المكان في جهاز خدمة ذاتية، وبالنسبة لحدسي كان يقول لي بأن القهوة وبقية المنبهات تجمع وتستعير تركيز من وقت مستقبلي لتستفيد منه في الوقت الحالي بشكل لحظي، وبعد انتهاء الوقت الحالي ستجد البطارية فارغة في الوقت المستقبلي، وذلك صار يومي متوازن وراحت حالة خمول العصريات، وعشان كذا سميته في العنوان تركيز مستعار.

24مايو

كتاب “نظام التفاهة” والمؤامرة

شدني عنوان الكتاب وهو “نظام التفاهة” وتوقعت بأنه يتحدث عن الزمن الذي نعيشه حالياً وما نلاحظه من انتشارٍ للتفاهة وتسطيح المعرفة وتصدر التافهين منصات التتويج.

ولكن بعد دخولي في عالمه وجدت أن الكاتب ألان دونو (أستاذ الفلسفة في جامعة كيبيك الكندية) يقصد مجالات عديدة وفي أزمنة ماضية ومن صفحاته وجدت أنه يعتبرنا مجرد نتاج لمؤامرات قديمة وسياسات تعمدت تصدير التفاهة لمصالح اقتصادية وسياسة.

بين مؤامرات في أروقة الجامعة والبحث العلمي ولعبة الخبير وعلاقة ذلك بالتجارة والاقتصاد، ومفهوم جديد للحوكمة ككلمة رنانة، وانتهاء الحرفة وظهور المهنة.

وكذلك دور الصين في تغيير المعالم ودخول في عالم الأثرياء والمشاهير والفن ولعبة الثقافة.

بكل صراحة…

الكتاب يحسسك بإنك عايش في عالم كله مؤامرات 😎 ولو سألني أي واحد حول النصيحة بقراءته، بيكون جوابي “نعم” “ايه” “أكيد”

26أكتوبر

المود العام لحياتك… هل يتغير؟

نسمع عن الروتين ودخول الشخص في حالة من الرتابة بسبب أن كل ما حوله متكرر ومتشابه وهي حالة يمر فيها الواحد إذا مرت عليه فترة بدون تجارب جديدة في حياته أو كان ماهو مستمتع في الوضع الحالي اللي هو فيه ومنها تصير حياته ملل، ومن هنا أبدأ بإجابة السؤال اللي في العنوان.

بالنسبة لي لاحظت في فترات حياتي اني كل سنتين أو أقل أو أكثر حسب الوضع أغيّر المود العام لحياتي أو خلونا نسميها السمة العامة بحيث اني أقدر أعرّف الفترة باسم شامل مثل عاشق للسفر مع العائلة أو شاعر ومخالط لمجتمع الشعراء أو مهتم بالقراءة في مجال معين أو اجتماعي وراعي استراحات أو ملتزم مع شلة شباب في مقاهي أو أحب التمشي في السيارة أو مود الهدوء وجلسات الإنفراد والعزلة أو مصاحب لمجموعة عشاق للبر والكشتات أو مهتم بحضور ورش العمل في مجال التخصص ومجتمع بالمهتمين أو غريق في العمل لدرجة الإدمان أو محب للسفر مع الأصدقاء والوناسة أو محب للعزايم العائلية الكبيرة والتواصل مع الأقارب أو (…..جزء من النص مفقود…..) أو كاتب والكتابة جزء رئيسي في حياتي وغيرها من التجارب اللي صعب أذكرها.

وكل مرة أدخل في مود معين إما تكون بقرار مني بعد وصولي لحالة الروتين ويكون في هذا حل لكسره أو بظروف تمر علي وتدخلني في مرحلة جديدة، ومشكلة بعض التغييرات أنها تحرمني من مجتمعات أو صداقات تكون قد قاربت لتستمر ولكن لي أيضاً منظور في ذلك وهو أن التجارب الجديدة تثري الحياة بكل ماهو جميل وتضفي عليها رونق منعش.

ولهذا سألتكم هذا السؤال:

المود العام لحياتك… هل يتغير؟

29أغسطس

أمام بحرٍ من المستفيدين

في بعض المبادرات أو المنتجات الرقمية التي تطلقها بعض الجهات الخدمية يفترض القائمون عليها “أن الموضوع سهل” على المستفيد ولا يتوقعون سيناريوهات الأخطاء التي قد تحدث ويكون الإصلاح بعد طرح المبادرة للمستفيدين والانتظار بعد التجربة على العلن وظهور الشكاوى والمشاكل.

الجهات التي تعمل بهذه الطريقة يكون نظرة المتخصصين فيها نظرة محدودة ومن خلال ثقب في جدار ولسان حالهم يقول “الأمور طيبة

أي منتج خدمي رقمي يجب أن يمر بإختبارات للجودة وبعدها افتراضات للحالات التي يمكن أن يمر بها المستفيد وبالتالي حلها أو شرحها لمن قد يقع فيها وهي الأهم، والدور يكون مشترك بين المتخصصين التقنيين ومدير الخدمة أو المنتج من القطاع الخدمي.

رمي المنتج أمام بحر المستفيدين وتركه لمن يقذفه على الأمواج بين الجاهل والمنشغل والواعي والحريص وكذلك غير المستعد ويظهر من بينهم المتفلسف وأيضاً المبادر عن الجهة، كل هذا يعبر عن ضعف استعداد الجهة وعدم حرص المسؤولين والذين قد يكتفون بمشاهدة عروض البوربوينت حول الموضوع في اجتماع يديره متحدث جيد وبدون حتى التجربة كمستفيدين و يكون دورهم هو الإطلاق في وقت حرج.

20أبريل

الاستمتاع بالحياة.. حتى في أبسط التفاصيل

من الأمنيات اللي ما قدرت أحققها حتى الآن، مع إني أعرف أنها مهمة وبسيطة في نفس الوقت ودايم انصح اللي حولي بها وما وصلت لمرحلة تطبيقها، مثل المدخن اللي ينصح عن الابتعاد عن التدخين.

لكن ما يضر خلّونا نسولف فيها شوي وهي “الاستمتاع بالحياة.. حتى في أبسط التفاصيل” مثل:

  • الاستمتاع بشرب الشاي بدل من تحويله لمهمة تعبي فيها بطنك وتعتبر نفسك أنجزت إذا خلصت الكأس، جرّب وارتشف الشاي أو القهوة بدل الشرب مع التذوق بدون التفكير في أمور خارج دائرة الشاي.
  • اذا لعبت مع طفل صغير ركّز معه واندمج كأن ما فيه في الحياة الا انت وهو، وأبعد عنك أي تفكير أو مواضيع خارج موضوع الطفل اللي قدامك.
  • في وقت الأكل استمتع بطعمه وتفرغ له ولا يصير جنبك جوال أو شاشة تلفزيون أو ناس مزعجين، وعشان يصير للأكل طعم تلذذ به وماهو لازم تكثر ويزيد وزنك وأصير أنا السبب.
  • إذا حولك أشجار أو أحواض ورد استمتع بالنظر لها بهدوء وحرك تربتها ودقق في تفاصيلها، ولو كانت مزرعة بيكون الوضع أجمل ونفس الموضوع مع الحيوانات.
  • عند متابعة مسلسل أو فيلم، تفرغ له وأبعد عنك أي شي يشغلك عنه عشان تندمج معه وتحس بتفاصيله.
  • وهنا نقطة مهمة جداّ وهي الصلاة الحقيقية وتأديتها بخشوع وتفرغ لأنها علاقة اتصال مع الرحمن وفيها روحانية.
  • عند قراءة القرآن تقرأه بتفكر وتأمل وتقرغ له ولا يكون قراءة شفهية فقط.
  • اذا جلست في مكان جميل أبعد عنك كل شي يشغلك عن التمعن والاستمتاع بكل ما هو جميل في المكان.
  • لو شفت قدامك لوحة أو تحفة فنية، استمتع بالنظر لها وتمعن في تفاصيلها وأبحر في معاني كانت في مخيلة الفنان.

ولو تلاحظون الشي المشترك هو التفرغ والتمعن والابتعاد عن كل ما يشغلك عن الاستمتاع باللحظة مهما كانت اللحظة.

© جميع الحقوق محفوظة 2021
https://cubik.com.tw/vpn/ website https://www.trimmeradviser.com/