10أكتوبر

لا ساعة ولا قلم

قبل قرون مضت إحتاج الإنسان الى أن يحدد الوقت ليضبط حياتة وأعماله ولأن الحاجة هي أم الإختراع فكّر في إختراع أداة لتحديد الوقت وجاء نتاج هذا التفكير بإختراع الساعة والتي مرت بمراحل كثيرة إلى أن وصلت الى الأنواع التي تستخدم وتباع في الوقت الحالي، وظلت الساعة ملازمة لأيدينا لفترة طويلة ومع التطور التقني أوصلتنا حاجة الإنسان إلى إختراع الجوال والذي يعد ثورة حقيقية في هذا العصر وصار ملازماّ لنا أيضاّ في كل مكان ولكون أن الجوال يحتوي على ساعة ومنبة وأدوات إضافية قررت أن أستغني عن الساعة منذ عشر سنوات وبشكل نهائي لأن المنطق يقول إذا انتهت الحاجة مات الإختراع وهذا يعني أنه لا حاجة لإستخدام جهازين في نفس الوقت إذا كان أحدهما يغني عن الآخر، أعلم أن الساعة وصلت لمرحلة كبيرة في إكتمال الشخصية والبرستيج وأن هناك ماركات عالمية تعطي إبرازاّ للقوة المالية عند لبسها ولكن الواقع يقول أن وجودها مع الجوال يعتبر شيئاّ زائداً وهذا رأيي ولي رأي آخر في شئ آخر وأعلم أنه سيعارضني الكثير عليه، وهو الإستغناء عن حمل القلم في الجيب والذي كنت أهتم بوجوده معي في الفترة السابقة لسبب واحد فقط وهو التوقيع في كشف الحضور والإنصراف بالعمل ولكن بعد أن تحول هذا التوقيع الى التوقيع بالبصمه عن طريق جهاز إلكتروني قررت أيضاً الاستغناء عن حمل القلم الذي في جيبي والسبب هو أن حاجتي له قد انتهت مع وجود الجوال حيث أنه يمكن لي أن أسجل جميع ملاحظاتي العاجلة ومذكراتي ومواعيدي مباشرة على الجوال وبشكل منظم وبالنسبة للعمل فأغلب الأعمال تحولت إلى إلكترونية ولكن يظل وجود القلم في المكتب ضرورياّ ولكن ليس في الجيب، ولو فكرنا أكثر في موضوع القلم لوجدنا أن استخدامه انخفظ كثيراً خصوصاً بعد ثورة برامج الحاسب الآلي وثورة الإنترنت والتعاملات الإلكترونية والبريد الإلكتروني والخدمات الإلكترونية ولا أذكرأني أضطررت الى طلب القلم ممن حولي إلا عند مراجعة بعض الدوائر الحكومية والبنوك إلا أن هذه ستنتهي مع الإنتهاء من مشروع الحكومة الإلكترونية وبالنسبة للبنوك فقد حوّلت جميع تعاملاتها الى إلكترونية وتبقى العمليات التي يتم تنفيذها للعميل أثناء تواجده في الفروع ولكن هذه أيضاً ستنتهي وقد بدأت بالفعل وهذا ما لاحظته عندما تعاملت قبل فترة مع أحد فروع مصرف الإنماء فوجدت عند المدخل جهاز إلكترونياً لتدخل فيه بطاقة الصراف وتختار الغرض من الخدمة التي تريدها من موظف المصرف ويعطيك رقماّ للإنتظار وعندما سألت عن نماذج الإيداع لأقوم بإيداع شيك ذكر لي أحدهم أن النموذج إلكتروني فعندما وصلت للموظف وجدت أنه قد جهّز طلبي واستلم منّي الشيك وقام بتعبئة البيانات المتبقية وسلمني نسخة من نموذج الإيداع الإلكتروني وخرجت من الفرع وأنا لم اطلب القلم من أحد، فهل نستطيع أن نعيش بلا ساعة ولا قلم ونكتفي بالجوال الذي سيكون يوماّ ما هو كل شئ وهذا ما أشارت له الدراسات الحديثة بأن جهاز الجوال سيكون في المستقبل القريب بديلاّ لمحفظة النقود وللمفاتيح وللبطاقات الشخصية وسيكون بمقدور الشخص أن يستخدم الجوال كوسيلة دفع آمنه وإثباتاً لهويتة بشفرات معينة وسيستخدم كمفتاح إلكتروني للسيارة والباب وهذا ليس بمستغرب بعد ما رأيناه في العقد الاخير من تطور تقني هائل في المعلوماتية ووسائل الاتصال.

شارك التدوينة !

عن فيصل الصويمل

مؤسس تطبيق (حارتنا) للتواصل الاجتماعي "مُدوّن مُهتم بالمحتوى والتسويق الرقمي وأعمل في مجال التواصل الرقمي"

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© جميع الحقوق محفوظة 2021
https://cubik.com.tw/vpn/ website https://www.trimmeradviser.com/