9ديسمبر

التحول الرقمي ومساهمته في تفعيل دور المستخدمين لتصحيح أخطاء الخدمات وكل ما يقدم لهم

في هذه التدوينة سأكتب عن التغييرات التي نراها من حولنا بعد دخول التقنية في كل الخدمات والتحول الرقمي الذي ساعدنا في تحسين الخدمات وكل ما يقدم لنا ووصولنا لتطبيق مقولة “العميل أولاً” ولكن هذه المرة من العميل نفسه وليس من مقدم الخدمة، لأن الموضوع باختصار تحول إلى اللعب على المكشوف والمنافسة تحولت للعالمية بعد أن كانت محلية ومحتكره.

نبدأها بالثقافة والمحتوى والاحتكار الذي كنّا نعيشه من شركات الانتاج والممثلين المعروفين والكتَّاب المعروفين ووصولهم لدرجة النخبوية لأنه لا يوجد إلا هم ولأن قنوات الوصول لغيرهم كانت محدودة وقنوات وصول غيرهم كانت أكثر صعوبة، أما من عام 2010 م تقريباً بدأ يتغير الوضع مع دخول الشبكات الاجتماعية والتحول الرقمي في وصول المحتوى من قنوات التلفزيون (التي لا تعطي لرأي المشاهد أي إعتبار لأنها لا تسمعه) إلى اليوتيوب الذي يستقبل الجميع بضغط زر ثم بقية الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية مثل نيتفلكس وغيرها والتي تتيح مخرجات الجميع بلا تحديد ويكون الحكم هو رأي المشاهد حسب تفضيلاته، وخلال السنوات العشر الماضية تغير المشهد بالكامل وظهر للساحة شباب عربي مميز يختلف عن المجتمع النخبوي السابق وشاهدنا اختلاف كبير في المخرجات التي وصلت للمنصات العالمية، وفي نفس الجانب الثقافي دخل على خط البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزوينة منافس رقمي جميل وقوي وهو البودكاست والذي غيّر مفهومنا للإستماع أثناء قيادة السيارة لنسمع ما نريد وبطريقة حوارية غير تقليدية ومحتوى مفيد، وفي نفس مسار الثقافة ظهر كتّاب على الساحة أفضل بكثير من جيل النخبة لأنهم أقرب للمجتمع والعجيب أن بعض كتّاب الرأي المعروفين والممثلين كذلك مع موجة الظهور الرقمي لم يصمدوا أمام المشاهد والقارئ لأن الساحة لم تعد محتكرة و “العميل أولاً” صارت واقع بيد العميل.

في سياق الخدمات تحولت تجربة سيارة الأجرة (الليموزين) من (منظر الوقوف في شارع مزحوم والتأشير باليد لفترة طويلة ثم الركوب في سيارة متهالكة من الداخل برائحة كريهه واستقبال سيئ وبسعر يحدده السائق من نفسه) إلى (تجربة عصرية بوصول سيارة نظيفة في وقت محدد لمكانك بسعر منافس ودفع إلكتروني واهتمام بالخدمةومساحة لتقييم تجربتك) وهذا هو الذي صنعه التحول الرقمي بدخول تطبيقات التوصيل والتي ساهمت في تحسين الخدمة ولأن “العميل أولاً” وليس من يحاول التحسين هو منظم القطاع أو الوزارة المسؤوله عن النقل، وهذا كذلك ينطبق على تطبيقات توصيل الطعام ومساهمتها في تحسين خدمات التوصيل وكذلك خدمات المطاعم وجودتها.

ويمكن أن نلاحظ الكثير من التجارب من حولنا ونعرف كيف ساهمت التقنية وتحولها الرقمي في تحسينها مثل الأسواق والتجارة إلكترونية والاقتصاد الرقمي ودخول أمازون وعلي اكسبريس وظهور متاجر محلية مميزة والخدمات الحكومية بعد تحولها من تقليدية إلى إلكترونية وبالتأكيد سيكون القادم أكثر وأفضل ويرتكز على رأي المستخدم النهائي واحتياجاته وتسهيل أسلوب حياته.

 

شارك التدوينة !

عن فيصل الصويمل

مؤسس تطبيق (حارتنا) للتواصل الاجتماعي "مُدوّن مُهتم بالمحتوى والتسويق الرقمي وأعمل في مجال التواصل الرقمي"

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© جميع الحقوق محفوظة 2021
https://cubik.com.tw/vpn/ website https://www.trimmeradviser.com/