ابو مسامح وابو مساعد جيران من سنين ومتشابهين في حجم عائلاتهم ودخلهم الشهري لكن يختلفون في طريقة تعاملهم المالي مع أبنائهم وبناتهم وهذا انعكس على حياة الأبناء بعد ما كبروا وكونوا أسر مستقلة، والفرق كان في طريقة الصرف ومتابعة بعد الصرف.
ابو مسامح مثلاً نظامه من يوم كان أبناءه صغار بعد ما يستلم الراتب ييعطيهم كل واحد قسم من الراتب ويعطي ام مسامح بعد ويترك الباقي له ولا يسأل أحد عن وين بيصرفها أو كيف بيصرفها وهل هو محتاجها أو لا وإذا واحد منهم في نص الشهر قال خلصت فلوسي يضغط على نفسه ويعطيه بدون ما يقول له ليه.
في بيت ابو مسامح تلقى أغراض مكررة وأجهزة ما تستخدم وأحيانا تلقى ثلاث وجبات عشاء بدون ترتيب وتنسيق والله يجزاهم خير كانوا مهتمين يوزعون الأكل الزائد على المحتاجين، المشكلة ان الأبناء والبنات تعودوا على الصرف ولا أحد يحاسبهم وابو مسامح مع الوقت ما قدر يجمع شي وكل ما كبرت العائلة زادت عليه المصاريف وفي بيته أمور مهمة وضرورية ماهي موجودة ولا قدر يوفرها.
أما ابو مساعد فهو مقتصد وشخص يحب يخطط ويتابع ويربط مع المستقبل، وقبل ما يستلم راتبه يسأل ام مساعد عن احتياجات البيت ويناقشها في الضروريات ويحسب معها المبلغ اللي تحتاجه ويشتري بالجملة في الأشياء المتكررة، وبالنسبة لأبناءه وبناته كل واحد يعرف احتياجه ويناقشه ويشوف هل هي تخدم مستقبله أو لا وبعدها يعطي كل واحد المبلغ اللي يبيه بالفعل ويتابع معه إذا اشترى اللي اتفقوا عليه أو فعلاً يصرفه في الشي اللي يبيه.
عشان كذا ابو مساعد قدر يوفر مبلغ كل شهر وهو عارف وقايل لهم ان هذا المبلغ لهم يستثمر إذا كبروا وزادت مصاريفهم وبالفعل كل ما كبرت العائلة قدر يتوافق مع زيادة المصاريف.
وببساطة هذي فكرة تعامل وزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة المالية مع الجهات الحكومية من بداية رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 واللي حوّل الصرف بناء على أهداف ومبادرات ومشاريع الجهة الحكومية وتتابع من مكاتب تحقيق الرؤية، في السابق كانت هناك مشاريع تنفذ من جهات مختلفة وهي تصب في نفس الموضوع وفيه مبالغ تصرف وتتكرر في جهات وكان فيه مجال لتوحيدها وتوفير الجهود وفي جهات كانت تنفذ مشاريع لا تخدم أهدافها الرئيسية ولا تضمن تحقيق العدالة في كل مناطق المملكة، بالتخطيط والمتابعة والربط بخطة واضحة تظهر النتائج والمخرجات فاعلة وفي مكانها الصحيح.