31مايو

مستقبل مواقع الخدمات الإلكترونية والتطبيقات الخدمية في زمن الذكاء الاصطناعي

بعد سنوات طويلة قضيتها مع تطور مواقع الإنترنت ومنصات الخدمات الإلكترونية والتي بدأت بمواقع تعرض متطلبات طلب الخدمة من مكاتب خدمات المستفيدين وبعدها أصبحت نماذج عادية يتم تعبئتها بالمعلومات من العميل وتصل لموظفي خدمات العملاء لتنفيذها وانتقلت لخدمات مؤتمتة مرتبطة بالأنظمة الداخلية للجهة الخدمية وتنفذ رقمياً بالكامل.

تحول الموضوع بعد ذلك إلى تحسين تجربة المستخدم في البوابة الإلكترونية ومفهوم قابلية الاستخدام وواجهة المستخدم (Usability, UI and UX) التي فيها يتم تسهيل وتحسين تجربة الاستخدام وضمان ظهور صفحات الخدمة والأزرار والقوائم والنماذج بطريقة سلسلة وتقلل من وقت طلب الخدمة.

والآن.. دعوني أتخيل معكم المستقبل

بعد دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي والتسارع الذي نراه في التقنيات المرتبطة به وما تقدمه تلك التقنيات من خدمات لم نكن نتخيلها، لذلك أتوقع بأن السنوات الخمس القادمة ستكون حافلة باستخدامات خدمية أكثر وخصوصاً في مجال العلاقة بين العميل والشركة أو الجهة التي تقدم الخدمة.

في التطبيقات الخدمية والمواقع الإلكترونية لن يكون هناك قوائم للخدمة ولا معلومات ولا حتى روابط أو نماذج أو قائمة علوية أو منسدلة بل ستجد صفحة بيضاء وفيها مساحة للكتابة وزر لتسجيل مقطع صوتي بنفس شكل شات جي بي تي، وستكون تقنية الذكاء الاصطناعي مصممة ومبرمجة لتعرف من أنت وتحدد هويتك وتتأكد من توثيق دخولك وستكون مرتبطة بالأنظمة الداخلية للجهة بشكل برمجي لتنفذ ما تريد وكأنها موظف في الجهة الخدمية، وحتى تتضح الصورة سأذكر بعض الأمثلة التي أتخيلها:

  • في تطبيقات توصيل الركاب تقول له على عجل “أبي أروح للدوام” وهو يعرف مسبقاً مكان عملك الذي قد عرفه منك من طلب سابق، ويبدأ مباشرة بالبحث عن السائق ويختار لك الفئة المناسبة بدون ضغطة زر منك، وقد تقول له في مرة “أبي أروح المطار أنا والعائلة كلهم” وسيختار لك سيارة أكبر” وقد يسألك أحياناً في حال وجد خيارات ولم يعرف طلبك بالضبط.
  • في تطبيق شركة المياه الوطنية عند فتحه ووضع بصمتك ستفتح لك الصفحة البيضاء وتكتب عليها “سدد لي فاتورة بيتي” ومباشرة سيقوم بذلك بدلاً من ثلاث خطوات كنت ستقوم بها، وتقول له “ودي تنبهني إذا شفت زيادة في استهلاكي” وتصبح هذه المهمة عليه مستمرة ويتابعها.
  • في تطبيق أبشر بعد دخولك الموثق تقول له “جدد إقامات العمال المنتهية” وهو يجددها لأنه يعرف تواريخ الانتهاء ويسدد رسومها من بطاقتك الائتمانية المسجلة عنده.
  • في موقع الخطوط السعودية تفتحه من اللابتوب وتكتب في صفحته البيضاء “بأسافر بعد بكرة الصبح لجدة وأرجع في نفس اليوم في الليل” وهو يعرف بأنك عادة تحجز على الدرجة السياحية وتفضل الجلوس على النافذة في مقدمة الطائرة وسيقوم بالحجز والدفع عنك والبحث عن أنسب رحلة ويكمل إجراءات بطاقة الصعود.

ولك أن تتخيل ذلك في تطبيقات توصيل الطعام والحجوزات الفندقية والتي يحرص فيها على تقييمات المطاعم والفنادق المختارة لك وعلى سلوكك السابق الذي هو يعرفه من وقت طلبك ونوعية أكلك السابق، وهذا يتطبق على بقية التطبيقات والمواقع الخدمة.

أتوقع أن تبدأ مثل هذه التقنية كمساعد في البداية على شكل أيقونة مع وجود الشكل الحالي للتطبيقات والمواقع الخدمة ولكن مع الوقت ستكون هي الأصل بعد 10 أو 15 سنة أو أقرب من ذلك.

أعتقد أنك بدأت تتخيل التغييرات في تطبيقاتك المفضلة، ويمكنك وضعها في التعليقات

شارك التدوينة !

عن فيصل الصويمل

مؤسس تطبيق (حارتنا) للتواصل الاجتماعي "مُدوّن مُهتم بالمحتوى والتسويق الرقمي وأعمل في مجال التواصل الرقمي"

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© جميع الحقوق محفوظة 2021
https://cubik.com.tw/vpn/ website https://www.trimmeradviser.com/