قبل قرون مضت إحتاج الإنسان الى أن يحدد الوقت ليضبط حياتة وأعماله ولأن الحاجة هي أم الإختراع فكّر في إختراع أداة لتحديد الوقت وجاء نتاج هذا التفكير بإختراع الساعة والتي مرت بمراحل كثيرة إلى أن وصلت الى الأنواع التي تستخدم وتباع في الوقت الحالي، وظلت الساعة ملازمة لأيدينا لفترة طويلة ومع التطور التقني أوصلتنا حاجة الإنسان إلى إختراع الجوال والذي يعد ثورة حقيقية في هذا العصر وصار ملازماّ لنا أيضاّ في كل مكان ولكون أن الجوال يحتوي على ساعة ومنبة وأدوات إضافية قررت أن أستغني عن الساعة منذ عشر سنوات وبشكل نهائي لأن المنطق يقول إذا انتهت الحاجة مات الإختراع وهذا يعني أنه لا حاجة لإستخدام جهازين في نفس الوقت إذا كان أحدهما يغني عن الآخر، أعلم أن الساعة وصلت لمرحلة كبيرة في إكتمال الشخصية والبرستيج وأن هناك ماركات عالمية تعطي إبرازاّ للقوة المالية عند لبسها ولكن الواقع يقول أن وجودها مع الجوال يعتبر شيئاّ زائداً وهذا رأيي ولي رأي آخر في شئ آخر وأعلم أنه سيعارضني الكثير عليه، وهو الإستغناء عن حمل القلم في الجيب والذي كنت أهتم بوجوده معي في الفترة السابقة لسبب واحد فقط وهو التوقيع في كشف الحضور والإنصراف بالعمل ولكن بعد أن تحول هذا التوقيع الى التوقيع بالبصمه عن طريق جهاز إلكتروني قررت أيضاً الاستغناء عن حمل القلم الذي في جيبي والسبب هو أن حاجتي له قد انتهت مع وجود الجوال حيث أنه يمكن لي أن أسجل جميع ملاحظاتي العاجلة ومذكراتي ومواعيدي مباشرة على الجوال وبشكل منظم وبالنسبة للعمل فأغلب الأعمال تحولت إلى إلكترونية ولكن يظل وجود القلم في المكتب ضرورياّ ولكن ليس في الجيب، ولو فكرنا أكثر في موضوع القلم لوجدنا أن استخدامه انخفظ كثيراً خصوصاً بعد ثورة برامج الحاسب الآلي وثورة الإنترنت والتعاملات الإلكترونية والبريد الإلكتروني والخدمات الإلكترونية ولا أذكرأني أضطررت الى طلب القلم ممن حولي إلا عند مراجعة بعض الدوائر الحكومية والبنوك إلا أن هذه ستنتهي مع الإنتهاء من مشروع الحكومة الإلكترونية وبالنسبة للبنوك فقد حوّلت جميع تعاملاتها الى إلكترونية وتبقى العمليات التي يتم تنفيذها للعميل أثناء تواجده في الفروع ولكن هذه أيضاً ستنتهي وقد بدأت بالفعل وهذا ما لاحظته عندما تعاملت قبل فترة مع أحد فروع مصرف الإنماء فوجدت عند المدخل جهاز إلكترونياً لتدخل فيه بطاقة الصراف وتختار الغرض من الخدمة التي تريدها من موظف المصرف ويعطيك رقماّ للإنتظار وعندما سألت عن نماذج الإيداع لأقوم بإيداع شيك ذكر لي أحدهم أن النموذج إلكتروني فعندما وصلت للموظف وجدت أنه قد جهّز طلبي واستلم منّي الشيك وقام بتعبئة البيانات المتبقية وسلمني نسخة من نموذج الإيداع الإلكتروني وخرجت من الفرع وأنا لم اطلب القلم من أحد، فهل نستطيع أن نعيش بلا ساعة ولا قلم ونكتفي بالجوال الذي سيكون يوماّ ما هو كل شئ وهذا ما أشارت له الدراسات الحديثة بأن جهاز الجوال سيكون في المستقبل القريب بديلاّ لمحفظة النقود وللمفاتيح وللبطاقات الشخصية وسيكون بمقدور الشخص أن يستخدم الجوال كوسيلة دفع آمنه وإثباتاً لهويتة بشفرات معينة وسيستخدم كمفتاح إلكتروني للسيارة والباب وهذا ليس بمستغرب بعد ما رأيناه في العقد الاخير من تطور تقني هائل في المعلوماتية ووسائل الاتصال.
التقنية والتحول الرقمي
بريد إلكتروني والا زبرقة
لم نكن نتصور بان يأتي اليوم الذي نتمكن فيه من إرسال رسائلنا في ثواني ولم نكن نتصور بان ينتهي دور ساعي البريد في توصيل رسائلنا الورقية ولكن بعد أن توصلت التقنية إلى أبعد من ذلك من مكالمات مرئية حول العالم وغيرها أصبحنا لا نستغرب شيئا, ويعتبر البريد الالكتروني (E-mail) من أهم التطورات التي جعلت التواصل بين الناس أسهل وأسرع وقد انتشر وأصبح من الضروريات وكثيرا ما نستخدمه في مراسلاتنا مع المواقع الالكترونية العالمية ولكن هناك اختلاف في فهم أهمية البريد الالكتروني وفهم أهمية الاهتمام بالرسائل التي ترد في البريد خصوصا إذا كان الشخص المرسل إليه شخص مسئول في شركة أو جامعة أو جهة حكومية وهذا الشخص قد وضع عنوان بريده الالكتروني في الموقع الالكتروني للمنظمة التي ينتسب إليها، ومن خلال تجربتي الطويلة خلال العشر سنوات الماضية في التواصل بالبريد الالكتروني وجدت مفارقات عجيبة بين الأجانب والعرب وبالطبع هذا ليس بجديد فنحن (نحب الزبرقه فقط) يعني نحب أن نقول عندنا ايميل من باب أننا دخلنا عالم التطور ولكن نتجاهل أهمية الرسائل الواردة فيه خصوصا إذا كان فيها استفسارات أو طلبات معينه، من المفارقات التي وجدتها أنني قد تواصلت مع جامعات أجنبية ومع مواقع الكترونية عالمية ولا اذكر يوما أن احدهم تجاهل بريدي الالكتروني ولم يرد عليه حتى لو كانت الرسالة لا تخصهم وفي الجانب الآخر تواصلت مع مواقع عربية كثيرة ونادرا ما أجد اهتمام في الرد والمشكلة الأكبر أنني دخلت على إحدى الجامعات السعودية الرائدة في الخدمات الالكترونية ودخلت على صفحة تخص دكاترة الجامعة (نخبة المجتمع) ووجدت كل دكتور (مزبرق) اسمه ببريده الالكتروني فبحثت من بينهم عن المختصين بالتخصص الذي درسته في الجامعة لأسألهم عن بعض الأشياء البسيطة وعن ما استجد في تخصصنا وتفا جئت بأنه إلى الآن من ثلاثة أشهر لم يرد علي ولا واحد منهم مع إني أرسلت إلى خمسة فليس من المعقول أن الخمسة في إجازة أو أن الخمسة لا يفتحون بريدهم الالكتروني أو أن الخمسة لا يجدون إجابة عن استفساري مع أن أمامهم فرصة الاعتذار على الأقل وما يحزنني أكثر أنهم من نخبة المجتمع ويعتبرون قدوة لنا في الاهتمام بالآخرين والحرص على استخدام التقنية بشكل صحيح, ومن هنا أرسل رسالة لكل من يملك بريد الالكتروني رسمي (بريدك الالكتروني هو واجهتك للتعامل مع الآخرين, والاهتمام بكل رسالة يعتبر من مبدأ احترامك للآخرين واحترامك لذاتك).
العالم الافتراضي
(((الموضوع جرئ وترددت كثيراً قبل كتابة تجربتي لكم)))
وكتابتي ستكون خليط بين العامي والفصيح
العالم الافتراضي أو ما يسمى الحياة الثانية ما أدري سمعتوا عنه والا لا…
لكن باحكي لكم تجربتي فيه (لأني من محبي المغامره والاكتشاف خصوصاً في المجال التقني)
وراح أعطيكم بعض المعلومات المبدئية اللي اعرفها عنه
هذا عالم موجود في الانترنت، فكرته انك تسجل فيه باسم وكلمة مرور وتختار الجنس حقك والدولة
وبعدها تحمل البرنامج على الكمبيوتر وتختار لك شكل وجسم معين يعني (رز نفسك على كيفك)
بعد كذا تدخل عن طريق البرنامج بالرقم السري اللي عندك.
المهم بعد ما حملت البرنامج ودخلت، لقيت نفسي في أحد شوارع هذا العالم والمشكلة أنهم حاطيني بدون ملابس، وطبعاً الفكرة انك تلف في الشوارع عشان تشتري لك ملابس
وكل شي قدامي واضح مثل ألعاب البلاي ستيشن
رحت وشريت ملابس وسترت حالي..
قابلت أول واحد وهو شخص آخر يعيش في نفس العالم
وتكلمت معه بالانجليزي لأنهم ما يعرفون عربي…
وسألته عن بلده وقال أنا من اليابان وقلت أنا من السعودية
وقلت له اني جديد في هالعالم وسولفنا شوي
وبعدها ولأني سعودي ومبسوط عشاننا هزمناهم في كأس آسيا
قلت له تابعت كأس آسيا قال لا
قلت معقول ما شقت مباراة السعودية واليابان
الأخ عصب علي بعدها وقال شكراً شكراً أنا ماشي
ثم مشيت في الشوارع ومرني واحد على سيارة ولف علي وقام يطاردني
مدري وش سالفته شكله سكران
انحشت عنه ولفيت بالشوارع أبحث عن بشر
وبعدها لقيت مجموعة في ساحه كبيرة
طالعت فيهم وأعجبتني وحدة شقراء ومياله… قلت خلني اسولف معها
طبعا من باب المغامره لا أكثر…
جيت جنبها وقلت هاي
قالت هاي فيصل (كل واحد اسمه مكتوب فوقه)
وبعدها قالت من وين قلت من السعودية قالت (بلد النفط !!)
(يهب.. لا تصكّنا بعين )
المهم هي من اسبانيا وسولفنا شوي الا وجايتنا وحده ثانيه
خشت في عيني وقالت اسمك غريب وحلو
طبعاً هم اجانب واستغربت فيصل
قلت من ذوقك وعشانك باشجع الهلال لأنها لابسه ازرق
وفي نفس الساحة يمرنا ناس بدون ملابس وتايهين وطبعاً تعرفونهم ذولا مثلي أول ما دخلت هالعالم (كما ولدت فيه)، بغيت أروح لهم وأقول فيه محل ملابس في آخر الشارع بس استحيت لأني ما أقدر اسولف مع أحد وهو في هالحالة، المهم طال الوقت والدوجة في هالشوارع والبحر والجبال، وناطحات السحاب وكل شي تتوقعونه.
طلعت من هالعالم إلى عالمي الحقيقي 🙂
من الميزات في هالعالم:
أن لهم عملة اسمها (ليندين) وبامكانك تصرف منها وتصير عندك من عملتهم عشان تتعامل في هالعالم بدراهمك
طبعا تشتريها ببطاقة الفيزا وبعد تقدر تشتري أراضي وبيوت وسيارات حسب فلوسك.
والشي الثاني تقدر تحول عملتهم الليندن إلى فلوس عادية وتحولها على حسابك
وقرأت أن فيه ناس شروا أراضي على بداية هالعالم وبعدها باعوها على ناس بأسعار مرتفعة وطلعوا بمكاسب، وللعلم سكان هالعالم تعدوا أكثر من مليون وأنا منهم.
ومن الميزات أنك تقدر تدردش معهم كتابي وصوتي، وسمعت أن الشركات العالمية اتجهت لتتخذ مراكز مرموقه لها في هذا العالم وتشتري أراضي لأنها تخاف يوماً ما من أن يهرب الناس إلى هذا العالم ويصبح التعامل مع الشركات عن طريقه، ومشترياتهم عن طريقه فيضطرون إلى شراء الأراضي بأسعار عاليه.
مدري وش أكتب أو أقول..
لكن المغامره كانت خطيرة، وقد لا أعود مره أخرى إلى هذا العالم حتى لا يصبح عالمي الحقيقي، واذا عدت سأعود الى أصدقائي الذين تعرفت عليهم وخصوصاً الأسبانية 🙂 أو عشان أستثمر في هذا العالم وأشتري أرض على شارعين لي ولعيالي.
أترك الميكرفون لكم طارحاً بعض التساؤلات:
– هل التعاملات التجارية الموجوده في هذا العالم تعتبر شرعية
– هل تتوقعون أن الواسطه والبطالة ستذهب أيضا الى هذا العالم
هل وهل وهل أتركها لكم في التعليقات
(نحن الآن في عام 2007 وقد يكون الموضوع في المستقبل غير مستغرب وتكثر مثل هذه العوالم)
أرجع وأقول نسيت أهم شئ وهو الموقع www.secondlife.com لمن يحب أن يغامر